أ. محمد بن سعيد بن خلفان الرزيقي ([1])

28/2/2025

الملخّص

يهدف هذا البحث إلى إبراز جهود الشيخ الخليلي في نصرة القضيّة الفلسطينيّة، وتأتي أهمّيّته كون الشيخ الخليلي أحد القامات العلميّة، وآراؤه وبياناته التي يدلي بها تلقى صدى كبيرًا في الأوساط الشعبيّة العربية والإسلاميّة، فإبراز جهوده في القضية الفلسطينيّة يعدُّ مساهمة في توصيل صوته إلى أوسع نطاق، وقد توصّل الباحث إلى بعض النتائج، منها: أنّ الشيخ الخليلي يدعو دائمًا إلى الوحدة الإسلاميّة ونبذ الخلافات وأسباب الفرقة، وعدّ قضية المسجد الأقصى قضيّة إسلاميّة تهمّ جميع المسلمين وليست قضيّة جنس أو عرق، أو قضيّة قوميّة، كما عدّ التطبيع مع الكيان المحتلّ خيانة لله ولرسوله وللمسلمين.

الكلمات المفتاحية: أحمد الخليلي، قضيّة فلسطين، المسجد الأقصى، الكيان الصهيوني.

Abstract

This research aims to highlight the efforts of Sheikh Al-Khalili in supporting the Palestinian cause. Its importance comes from the fact that Sheikh Al-Khalili is one of the scientific figures، and his opinions and statements that he makes have a great echo in the Arab and Islamic popular circles. Highlighting his efforts in the Palestinian cause is a contribution to conveying his voice to the widest extent. The researcher has reached some results، including: Sheikh Al-Khalili always calls for Islamic unity and rejecting differences and causes of division، and he considered the issue of Al-Aqsa Mosque an Islamic issue that concerns all Muslims and is not an issue of race or ethnicity، or a national issue. He also considered normalization with the occupying entity a betrayal of God، His Messenger، and Muslims.

Keywords: Ahmed Al-Khalili، the Palestinian issue، Al-Aqsa Mosque، the Zionist entity.

****************

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وخاتم النبيين، سيدّنا وحبيبنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وعلى آله وصحبه أجمعين، فأمّا بعد.

فإنّ قضايا الأمّة الإسلاميّة كثيرة، وقد وقف سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ـــ المفتي العام لسلطنة عُمان ــــ موقفًا مشرّفًا تجاه قضايا الأمّة، مدافعًا عنها، وداعيًا إلى لمّ شملها ووحدتها، وتجاوز خلافاتها، والوقوف صفًّا واحدًا ضدّ المعتدين، وتعدّ قضيّة المسجد الأقصى وأرض فلسطين من أهمّ القضايا العالقة في أذهان المسلمين؛ والتي شغلت حيّزًا كبيرًا من تفكير الشيخ الخليليّ الذي لم يألُ جهدًا في المنافحة عن المسجد الأقصى وأرض فلسطين، ولم يدّخر وسعًا في المجاهدة ولو بالكلمة والقلم، ودعوة الأمّة المسلمة إلى الاتّحاد، واسترجاع المقدّسات من قبضة الصهاينة، وقد سلك الشيخ الخليلي جميع الطرق المتاحة له من أجل إحياء القضيّة في ضمير الأمّة الإسلاميّة من خلال كتاباته، وخُطبه، واجتماعاته، ولقاءاته، مؤكّدًا دومًا بأنّها القضيّة الأولى للمسلمين، وأنّها قضيّة عقيدة ومقدّسات إسلاميّة، وليست قضيّة عرق، أو جنس، أو قضيّة قوميّة.

هذا، وقد رأى الباحث الكتابة عن جهود الشيخ الخليلي ببحث بعنوان (جهود الشيخ أحمد الخليلي في نصرة القضيّة الفلسطينيّة) وجدير بالذكر أنّ ما يعرضه الباحث من مواقف الشيخ الخليليّ ما هي إلا نماذج من جهوده، وإلا فإنّ مواقفه لا يكفي حصرها بين دفّتي بحث كهذا. سائلًا المولى عزّ وجلّ أن ينفعنا بما علّمنا، ويعلّمنا ما ينفعنا.

إشكاليّة البحث: يحاول بعض الأشخاص جعل قضيّة البيت المقدس قضيّة عاديّة، بين دولتين: فلسطين والكيان الصهيونّي، وبالتالي حلّ القضيّة ــ على حسب زعمهم ــ بتوقيع اتّفاقات سلام مع الكيان المحتلّ، وتطبيع العلاقات معه، ومن ثمّ تغييب القضيّة الفلسطينيّة عن وجدان المسلمين، لكنّ هناك من العلماء مَن تصدّى لهذه الأفكار، ولم يسكت عمّا يجري من قتل، وظلم، وتدمير، ونهب ومساومة للأراضي المقدّسة، ومن هؤلاء العلماء الشيخ العلّامة أحمد بن حمد الخليلي “مفتي سلطنة عمان” ، وتجلية للموقف نطرح سؤال البحث الرّئيس، وهو: ما جهود الشيخ أحمد الخليلي في نصرة قضايا الأمّة والقضيّة الفلسطينيّة خصوصًا؟

أهمّيّة البحث: تنبع أهمّيّة البحث من أنّ سماحة الشيخ أحمد الخليلي من أبرز العلماء المدافعين عن القضيّة الفلسطينيّة، ويتميّز بمواقفه النبيلة تجاه قضايا الأمّة، وبمساندته للمقاومة الإسلاميّة في أرض فلسطين، والإشادة بها في دفاعها عن المسجد الأقصى والأراضي الفلسطينيّة، في حين خفتت أصوات كثير من العلماء في هذا الظرف الصعب ــــ خصوصًا بعد طوفان الأقصى ــــــ ممّا يجدر بنا دراسة مواقفه، وتحليلها، وتقديمها لأبناء الأمّة المسلمة؛ فهو ـــ في الحقيقة ــــ مدرسة؛ الكلُ يستقي من معينها.

أهداف البحث: إبراز دور الشيخ الخليلي في نصرة قضايا الأمّة عمومًا، والقضيّة الفلسطينيّة خصوصًا.

منهج البحث: اقتضت الدراسة أن يختار الباحث المنهج الوصفيّ التّحليلي خدمة للموضوع.

احتوى البحث على تمهيد وثلاثة مباحث:

التمهيد؛ وفيه التعريف بالشيخ الخليلي؛ من حيث مولده، وحياته العلميّة، والمناصب التي تقلّدها، ومؤلّفاته.

المبحث الأوّل: مواقف الشيخ أحمد الخليلي تجاه قضايا الأمّة الإسلامية.

المبحث الثّاني: القضيّة الفلسطينيّة قبل طوفان الأقصى.

المبحث الثّالث: القضيّة الفلسطينيّة بعد طوفان الأقصى.

النتائج والتوصيات.

التمهيد

نبذة مختصرة في التعريف بالشيخ أحمد الخليلي

ـــ كنيته واسمه: هو الشيخ العلّامة المجتهد أبو سليمان بدر الدين أحمد بن حمد بن سليمان بن ناصر ابن سالمين بن حميد الخليلي الخروصي.

ـــ مولده: وُلد الشيخ أحمد الخليلي في اليوم الثاني عشر من شهر رجب عام 1361هـ الموافق له السابع والعشرون من شهر يوليو 1942م في جزيرة زنجبار ([2]) التي رحل إليها والده الشيخ حمد بن سليمان الخليلي واستقرّ بها هناك مع أسرته، وكانت الجزيرة ـــــ آنذاك ـــــ وجهة العُمانيين؛ فالوجود العُماني كان قد ترسّخ هناك. وكان رجوعه مع أسرته إلى عُمان في أواخر جمادى الأولى من عام 1384هـ، وكان عمر الشيخ الخليلي وقتئذٍ ثلاثة وعشرين عامًا. وعند وصوله إلى عُمان كانت أوّل مدينة حطّ فيها رحاله هي مدينة بهلاء موطن آبائه وأجداده ([3]).

ـــ نشأته العلميّة: تلقّى الشيخ الخليلي علومه الأساسيّةعلى يد والديه في زنجبار، وأتمّ حفظ كتاب الله في التاسعة من عمره، وتلّقى مبادئ علوم الدين واللغة على يد مشايخه العرب في شرق إفريقيا، لم يدخل الشيخ جامعة ولا كلّيّة ولا معهدًا؛ وإنّما كانت نشأته العلميّة نشأة عصاميّة، فكان كثير الاطّلاع، عاشقًا للقراءة؛ حتّى برع في شتّى العلوم، وفاق أقرانه وشيوخه ([4]).

ـــ المناصب التي تقلّدها: تقلّد سماحة الشيخ أحمد الخليلي مناصب عديدة، ولعلّ من أبرزها:

1- المفتي العام لسلطنة عُمان (ما يزال على رأس عمله).

2- رئيس مجلس معاهد السلطان قابوس للثقافة الإسلاميّة.

3- رئيس معهد العلوم الشرعيّة (حاليًّا كلّيّة العلوم الشرعيّة).

4- عضو لجنة التظلّمات (أعلى هيئة قضاء في سلطنة عمان).

5- رئيس لجنة المطبوعات، وتحقيق الكتب بوزارة التراث القومي والثقافة.

6- عضو مجمع الفقه الإسلاميّ التابع لمنظّمة المؤتمر الإسلاميّ.

7-عضو مؤسّسة آل البيت (المجمع الملكيّ لبحوث الحضارة الإسلاميّة) ([5]) وغيرها من المناصب.

ــــ مؤلّفاته: للشيخ أحمد الخليلي الكثير من المؤلّفات، نذكر منها:

1- جواهر التفسير أنوار من بيان التنزيل، تفسير من أجلّ تفاسير القرآن الكريم، وأنفعها، وأوسعها، وأشملها، وأبدعها، لم يكتمل بعد.

2- موسوعة برهان الحقّ يتكوّن من (14) جزءًا “دراسة معمّقة في تأصيل العقيدة الإسلاميّة ودرء الشبه عنها بالأدلّة العقليّة والنقليّة” .

3- كتاب نداء الحق.

4- كتاب الاستبداد.

5- كتاب إعادة صياغة الأمّة الإسلاميّة.

6- كتاب مصرع الإلحاد.

7- كتاب الفتاوى في الصلاة والصوم والزكاة والحجّ.

8-كتاب أمّة الإسلام إلى أين مسيرًا ومصيرًا؟ وغيرها من المؤلفات.

المبحث الأوّل

مواقف الشيخ أحمد الخليلي تجاه قضايا الأمة الإسلاميّة

شغلت قضايا الأمّة الإسلاميّة حيّزًا كبيرًا من تفكير الشيخ الخليلي “فهو يشاركهم دائمًا وجدانيًّا شعوريًّا، وعقليًّا؛ إن لم يكن بالعمل الإيجابي؛ فعن طريق تحرير المقالات الوظيفية المعبرّة التي تخدم القضيّة وتقوّي العزائم، وتشحذ الهمم، وتعضّد المواقف؛ فإن لم يكن هذا ولا ذاك فبالدعاء والتضرّع إلى الله بالنصر والتمكين” ([6]).

المطلب الأوّل: موقفه من الوحدة الإسلاميّة

تعدّ قضيّة الوحدة الإسلاميّة من القضايا التي تشغل المسلمين المخلصين من هذه الأمّة، ويحدوهم الأمل أن يأتي اليوم الذي يتّحد فيه المسلمون على كلمة سواء، تاركين خلفهم جميع الخلافات، متطلّعين إلى صبح تشرق فيه وحدتهم، وترتفع رايتهم عالية خفّاقة بين الأمم.

ويعزو سماحة الشيخ الخليلي تراجع المسلمين اليوم، وتفرّقهم إلى عدّة أسباب من أهمها: غلبة العصبيّات، والجهل اللّذان أجّجا الأحقاد في نفوسها، وهي ــ بلا شكّ ــ عوامل مدمّرة لاتّحادها منذ قديم الزمان، وكذلك أدّت الموروثات الفكريّة الخاطئة بالأمّة إلى الاختلاف، والتنازع، والتشتّت، ويضيف الشيخ الخليليّ أنّ هذه الموروثات تعمّقت في نفوسهم إلى “أن أصبحت كلّ طائفة منهم تحرص على أن تستمسك بمواريثها مهما كان خطؤها وبعدها عن هدي الإسلام، ولا تحاول قطّ أن تعرض هذه المواريث على الأصول التي يجب أن يُرجع إليها وهي كتاب الله تعالى أوّلًا، ثمّ الثابت الذي لا خلاف فيه من السنّة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم”([7]).

وكم يتأسّف الشيخ الخليلي على تضييع الأمّة المسلمة لمقوّمات الوحدة الإسلاميّة، وعدم تحقيقها واقعًا ملموسًا؛ فنجده يقول وهو يشعر بغصّة: “والمسلمون ــ وا أسفاه ــ يمتلكون المقوّمات اللازمة لهذه الوحدة، ويضمّون إلى ذلك رصيدًا ضخمًا من القواسم، والروابط المشتركة، وفوق هذا وذاك هم مأمورون شرعًا بهذا الاتّحاد، لكن لا تزال تتدفّق من أفواههم كلمات تزحم الأوراق، ومجاملات تخرج من جيب التقية أحيانًا، ومن ملفات تحسين الصورة أحيانًا أخرى”([8]).

لكنّ الشيخ الخليلي ـــــ على الرّغم ممّا يشعر به من ألم على شتات هذه الأمّة ـــــ لا يفقد الأمل في وحدتها، وهو دائمًا متفائلٌ لهذه الأمّة، بأن يأتي على ليلها صبح يمسح عنها غبار الفرقة والاختلافات، حيث إنّ الشيخ ما يزال يطرح قضيّة الوحدة الإسلاميّة في كلّ مجمع ومحفل، وخطاباته شاهدة على ذلك؛ فهو لا يكاد تتاح له فرصة أو مناسبة إلّا ومشروع الوحدة الإسلاميّة حاضر لديه، ولعلّنا نشير هنا إلى أحد لقاءاته مع بعض وسائل الإعلام، ففي ذلك اللّقاء مهّد حديثه عن الوحدة الإسلاميّة بمقدّمة قال فيها: “الأمّة الإسلاميّة هي الأمّة التي اختارها الله تعالى لنشر معاني الخير في الأسرة الإنسانيّة كلّها، ومهما حاول خصوم الدين الحنيف إلصاق التّهم البالية به، فهو الدين الذي اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون دين البشر، حيث يكتمل النضج الإنسانيّ” .

ثمّ يواصل حديثه ليصل من مقدّمته السابقة إلى القول: “وكما حافظت الأمّة على ذاتيّتها العقائديّة؛ فإنّها قادرة على تحقيق وحدتها في كلّ مجالات الحياة، لتصبح خير أمّة أخرجت للنّاس، يقول الله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [البقرة: 143]؛ فعلى المسلمين طرح النظريّات الإسلاميّة لحلّ جميع المشكلات العالميّة”([9]).

         وفي ذات السياق يوضّح الشيخ الخليلي أنّ المسلمين يملكون من أسباب الوحدة ما يمكّنهم من تحقيقها على أرض الواقع؛ بينما غيرهم لا تتوفّر لهم هذه الأسباب؛ فيقول معلّلًا ذلك: “لأنّ الروابط التي تربط الدول الإسلاميّة روابط لا مثيل لها في تاريخ العلاقات بين الشعوب وأمم العالم؛ لأنّ الروابط الإسلاميّة ترتكز عل القيم الفاضلة، بينما تستند روابط الغرب وحلفائه على المادّيّات، التي نسجت العلاقات والمصالح المشتركة بين هذه الدول”([10]).

وقد بيّن الشيخ الخليلي أهمّ ركائز الوحدة الإسلاميّة؛ فيقول: “فكم من أسباب داعية للوحدة والإتلاف بين الأمّة؛ فهم يؤمنون بإله واحد، ويتبعون نبيًّا واحدًا، ويتمسّكون بكتاب واحد، ويحجّون بيتًا واحدًا، ويستقبلون قبلة واحدة، وقد اتّفقوا على أركان الإسلام جميعًا، كما اتّفقوا على أركان الإيمان… ومعنى ذلك أنّ أصول ما يتّفقون عليه أكثر بكثير ممّا يختلفون فيه”([11]).

ومن هذه المرتكزات التي أشار إليها الشيخ الخليلي([12]):

أوّلًا: الأخوّة الإيمانيّة بين المسلمين.

ثانيًا: الحفاظ على السلام، وهو ممّا يأمرهم به دينهم.

ثالثًا: عون الضعيف ونصرة المظلوم، وهو ممّا يأمرهم به دينهم أيضًا.

رابعًا: التكامل في جميع المجالات الاقتصادية، والسياسيّة، والتربويّة، والتعليميّة، والإعلاميّة، وغيرها من المجالات.

         وفي ذات المعنى، يؤكّد سماحته أنّ العبادات من صلاة، وصيام، وزكاة، وحجّ من شأنها أن تجمع الأمّة المسلمة؛ فيقول: “فهذه الأمّة إنّما تجتمع وتتآلف في ظلال العبوديّة لله، وفي ظلال تقوى الله؛ لأنّ عبادة الله تعالى هي جامعة غير مفرّقة؛ فكلّ عبادة من العبادات المشروعة في الإسلام تنتزعُ من صدور العباد السخائم([13]) والأحقاد، وتفيض فيها شعورًا بواجب الوحدّة الإيمانيّة الرابطة بين عباد الله المؤمنين، وكلّ عبادة من العبادات تحطّم الحواجز المصطنعة بين العابدين، وتقضي على أسباب الفرقة والاختلاف بينهم؛ ليرتفعوا فوق أهوائهم ونزعاتهم ونزغاتهم، متوجّهين إلى الله تعالى المعبود الواحد الذي فرض بينهم هذه العبادة، وفرض عليهم عبوديّتهم له”([14]).

 وينتهي سماحته من ذلك كلّه إلى أنّ أسباب اجتماع هذه الأمّة المسلمة كثيرة، ومتنوّعة؛ “فما عندها من الرصيد الدينيّ، والرصيد الفكريّ، والأخلاقيّ، والتاريخيّ، والأدبيّ كافٍ لأن يؤلّف بينها ويجمع شتاتها” ([15]).

وبعد أن عرَض الشيخ أهمّ مقوّمات الوحدة الإسلاميّة يخلص إلى نتيجة مفادها: أنّه إذا تحقّقت الوحدة الإسلاميّة فلن تستطيع أمّة من الأمم أن تلحق الأذى بالمسلمين؛ لأنّنا بهذه الوحدة ننصر دين الله فينصرنا في جميع قضايانا، يقول الله تعالى: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران: 160].

المطلب الثاني: موقفه من بعض قضايا المسلمين مثل: (مسلمي الهند، والشعب الأفغاني، ومسجد آيا صوفيا بتركيا)

يتابع سماحة الشيخ الخليلي الأحداث اليوميّة التي تقع في مناطق متعدّدة من العالم عمومًا، والعالم الإسلاميّ خصوصًا، فقد كان وما يزال يتابع قضاياها في شرقها، وغربها، وجنوبها، وشمالها حريصًا على تماسكها، ورفع الظلم عنها، وكم يعتصر ألـمًا حينما يشاهد أو يسمع كرامة الأمّة تداس هنا أو هناك، أو حينما ينشب نزاع، أو حرب بين طائفتين مسلمتين، وكثيرًا ما يستشعر حديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم: “مثل المؤمنين في توادّهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى”([16])، ولا يتوانى في التصريح والتنديد بالظلم، ونصرة المظلوم، ولو بالكلمة من خلال ما أتيح له من وسائل إعلاميّة: مرئيّة أو مسموعة أو كتابيّة، ويرى ذلك من واجبه الدينيّ؛ فمواقف الشيخ الخليليّ ــــ لا حصر لها ــــ ولا يمكن استقصاؤها في هذا البحث؛ ولكن يمكن الإشارة إلى بعضها:

أوّلًا: اضطهاد المسلمين في الهند: أصدر سماحة الشيخ عدّة بيانات للتنديد بما يجري للمسلمين في الهند بين الحين والآخر من ظلم واضطهاد من قبل البوذيّين الذين يساندهم النظام الحاكم هناك، والذي يقع تحت سمع العالم وبصره، ومع ذلك لا يحرّك ساكنًا، متسائلًا سماحته في ذات الوقت: أين المنظّمات الدوليّة لحقوق الإنسان؟ وأين التعاون الإسلاميّ وأمانته العامّة؟ ويضيف تسائلًا آخر: هل هانت حقوق المسلمين حتّى عند المسلمين أنفسهم فلا يحرّكون ساكنًا لانتهاكها؟

ويتابع الشيخ الخليلي حديثه مذكّرًا المسلمين بقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره”([17])، فخذلان المسلم مقرون بظلمه، ثمّ يختم سماحته حديثه بسؤال يجيب عليه بنفسه إجابة ملؤها الأمل والتفاؤل كما هي عادته: “فمتى يستيقظ ضمير العالم؟ ومتى يفيق المسلمون من غفلتهم؟ كم رجونا ذلك فعسى أن يكون قريبًا”([18]).

 ثانيًا: انتصار الشعب الأفغاني على الأمريكان: كم استبشر سماحة الشيخ العلّامة الخليلي حينما سمع عن انتصار المسلمين هناك، واسترجاع حقوقهم، ودحر عدوّهم من كلّ أفغانستان، بعد عشرين سنة من الظلم والجور الذي وقع على الشعب الأفغانيّ، وقد سارع سماحته بتهنئة الشعب الأفغانيّ المسلم على هذا الانتصار، وعدّ ذلك الانتصار من آيات الله حيث يقول: هي إحدى آيات الله تعالى، وقد تحطّمت الصّخرة الأمريكية بمواجهة إيمان المجاهدين، والمكافحين لأجل إعلاء كلمة الله، وهذا دليل على طريق النصر، فالطفل منهم يدرس القرآن والرشاش معلّق بجانبه، فهم يجمعون ما بين المصحف والبندقية، وبهذا انتصروا”([19]).

 ثالثًا: مسجد آيا صوفيا: ومشهد آخر من مشاهد وقوفه مع المسلمين، فقد هنّأ الشيخ الخليلي الشعب التركيّ وقيادته على إرجاع “آيا صوفيا” إلى مكانته السابقة ليكون مسجدًا يُرفع فيه الآذان، وتُقام فيه الصلاة، وعدّ ذلك خطوة موفّقة من الشعب التركيّ وقائده، مذكّرًا الأمّة الإسلاميّة بأنّ هذا المعلم كان مَعْلَمًا إسلاميًّا منذ عهد السلطان المظفّر المنصور محمّد الفاتح([20]). هذه هي بعض مواقف الشيخ الخليلي تجاه الأمّة الإسلاميّة، وللشيخ مواقف كثيرة لا يتّسع المقام لذكرها.

المطلب الثالث: قضيّة التفرقة المذهبيّة بين المسلمين:

كم عانت الأمّة الإسلاميّة من التشتّت والفرقة بسبب اختلافها في بعض الفروع الإسلاميّة؛ ممّا أدّى إلى الشحناء والتباغض؛ بل ــ أحيانًا ــــ إلى سلّ السيوف والتناحر فيما بينها، لا لشيء إلّا للتعصّب المذهبيّ المقيت. وكم يتأسّف الشيخ الخليلي على أولئك الذين يتعصّبون لبعض المذاهب، ويتجاهلون المذاهب الإسلاميّة الأخرى المعتبرة([21]).

وإذا كان بعض الأفراد والجهات قد استغلّ تلك الفروق في الفروع ميدانًا رحبًا لتفسيق طوائف الأمّة المسلمة؛ بل وتكفيرها؛ فإنّ الشيخ الخليلي ــــ ومن منطلق حرصه على وحدة الأمّة الإسلاميّة، ونبذ الفرقة والخلاف فيما بينها ــــ له رأي مغاير؛ حيث عدّ الاختلاف في الفروع من محاسن هذا الدين؛ فنجده يقول: “وقد جعل الإسلام الاختلاف في بعض الجزئيّات التي تتعلّق بالنواحي الشرعيّة من محاسن هذا الدين الحنيف، فإنّ الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أخبرنا بما يُطمئنُ قلوبنا من أنّ الاختلاف عندما يكون اجتهادًا خالصًا لوجهه يؤجر عليه الجميع” .

ثم يمضي الشيخ في حديثه مستشهدًا بمواقف اختلف فيها صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد عمل كلّ فريق بما أدّى إليه اجتهاده؛ فما كان من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عندما علم بذلك إلّا أن أقرّهم جميعًا على فعلهم، ولم يخطّئ أيّ فريق منهم، ومن ذلك استشهاده باختلاف الصّحابة في صلاة العصر في غزوة بني قريظة عندما أمر الرّسول – صلى الله عليه وسلم- المسلمين أن يصلّوا العصر في بني قريظة، وبينما كان الصحابة في الطريق أدركتهم صلاة العصر؛ فانقسموا إلى قسمين منهم من أخذ بظاهر قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقال: لا حرج علينا في تأخير الصلاة عن ميقاتها؛ لأنّه أمر من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ومنهم من قال: لا، بل المراد بذلك أن نتعجّل السير، وعلينا أن نصلّي الصلاة في ميقاتها، وقد أقرّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هؤلاء وهؤلاء على اجتهادهم([22])، وهكذا يوظّف سماحته بعض الوقائع التاريخيّة بما يسهم في تضييق نطاق الاختلاف بين المسلمين؛ فهو يؤلّف ولا يفرّق.

ويؤكّد سماحة الشيخ الخليلي أنّ اختلاف المذاهب في القضايا الفرعيّة ــــ التي لا تشتت الأمّة ولا توزعّها ـــــ يعدّ اختلافَ رحمة ونعمة، وأمّا الاختلاف الذي يؤدّي إلى التنابز بالألقاب، والتفرقة، وقذف كلّ طائفةٍ طائفةً أخرى بالباطل، ومحاولة وصفها بما يشينها في عين الآخرين، فهو الذي يُعاب وهو الذي لا يُقرُّ أبدًا([23]).

وهكذا ينظر الشيخ الخليلي إلى الاختلاف بنظرة إيجابيّة؛ حيث نجده في موضع آخر يقول: “وإن كانت ناشئة ـــــ أي الفرقة بين المسلمين ـــــ عن تعصّب مذهبيّ؛ فإنّ عليهم أن يدركوا أنّ المذاهب ــــ إن أخلص أصحابها وجهتهم إلى الله ـــ كانت سبب تعمير لا تدمير، ومنشأ وفاق لا شقاق؛ لأنّ الاختلاف في الفروع نعمة ورحمة، وثروة لا تقدّر بثمن” ، معلّلًا ذلك بأنّ الاجتهاد المبنيّ على الأصل الشرعيّ له نصيب من الحقّ؛ وعندئذٍ يجد المسلم في اجتهاد إخوانه المسلمين ما يثلج صدره، ويحلّ مشكلته، ويكشف غمّته([24]).

         وتعدّ المدرسة الإباضيّة من أبرز المدارس الذي تدعو إلى التسامح ونبذ التعصّب المذهبيّ، فمتّبعوها حريصون على وحدة الصفّ الإسلاميّ، ونجد الشيخ الخليلي يشير إلى هذا بقوله: “والإباضيّة في كلّ وقت وفي كلّ عصر كانوا يحرصون على أن يكونوا مع الجماعة المسلمة، وأن يكونوا في المقدّمة عندما يواجه المسلمون تحدّيات من قبل الآخرين، فعندما غزت الدّولة الإسبانيّة الجزائر في أيّام الدولة العثمانيّة جاء الإباضية من موطنهم “وادي ميزاب” الذي يبعد عن عاصمة الجزائر أكثر من ست مائة كيلومتر وقاوموا الغزاة الإسبان، وخلّصوا العاصمة الجزائريّة منهم، ولهذا كان للإباضية عند العثمانيّين منذ ذلك الوقت مكانة، فكانوا هم الذين يشرفون على التذكية في الجزائر إبّان حكم العثمانيّين، لأجل الثقة بهم في دينهم وأمانتهم حتّى تكون الذكية شرعيّة ليس فيها ريب”([25]).

ويقول سماحته: “مع التسامح الذي يجب أن يكون بين الأمّة لا نجعلها فروقًا تؤدّي إلى القطيعة، وإنّما هي اجتهادات، ومهما كان الأمر فكلٌّ منّا أراد أن يوافق الحق، وكلٌّ منّا أراد الحرص على الصواب، ولكن إلى جانب ذلك ندعو دائمًا إلى أن تُنتزع من القلوب العصبيّة، وأن تكون النظرة نظرة سليمة، وأن يكون الاحتكام إلى النصوص الصريحة الواضحة من القرآن والسنّة”([26]).

هذه كانت بعضًا من مواقف الشيخ الخليلي نحو قضايا الأمّة، وننتقل معكم إلى قضيّة الأمّة الكبرى، قضيّة المسجد الأقصى.

المبحث الثّاني

 القضيّة الفلسطينيّة قبل طوفان الأقصى

المطلب الأوّل: مكانة المسجد الأقصى عند الشيخ الخليلي

         إنّ للمسجد الأقصى مكانة خاصّة في قلوب المسلمين، فهو أوّل القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ومعراجه إلى السماوات، وهو من المساجد التي تشدّ إليها الرحال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “لا تشدّ الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ومسجد الأقصى”([27]).

وقد شغل احتلال المسجد الأقصى بال سماحة الشيخ الخليلي، واستولى على تفكيره، بحيث لا يهنأ له بال، ولا يطيب له مقام، فهو لا يزال يعبّر عن مواقفه تجاه قضيّة الأمّة الأولى بشتّى العبارات، مستنهضًا الأمّة لتوحيدها في وجه الكيان الغاصب واسترداد المسجد الأقصى من قبضة اليهود الغاصبين فهو يقول مبيّنًا مكانة المسجد الأقصى: “ثمّ جاء بعد ذلك عهد الله تعالى مرّة أخرى بتوجيه عباده في أقدس شعيرة من شعائر الإسلام في الصلاة التي تقام أن يتوجّهوا إلى المسجد الأقصى المبارك، وجعل الله ذلك دليلًا على إيمان المؤمن: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَىعَقِبَيْهِ﴾ [البقرة: 143]، ذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى أراد أن يمتحن المسلمين الذين كانوا آلفين للبيت الحرام، ويرون صرفهم عن التّوجّه إليه محنة كبيرة؛ لأنّهم ألفوا تعظيم هذا البيت منذ آبائهم الأوّلين، وأراد الله تعالى أن يمتحنهم من هذه الناحية، ثمّ أراد لهذه الأمّة أن يجمع لها مقدّسات النبوّات السابقة بأسرها، فهي الأمينة على هذه المقدّسات، وقد قال: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ﴾[البقرة: 143]، وفي هذا ــــ على أيّ حال ــــ دليل على أنّ التوجّه إلى المسجد الأقصى -وإن كان على لسان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إنّما كان بتوجيه ربّانيّ، فهو شرع من عند الله؛ ذلك لأنّ الجعل إذا جاء في القرآن إمّا أن يكون جعلًا تشريعيًّا، وإمّا أن يكون جعلًا تكوينيًّا، وهنا الجعل هو جعل تشريعيّ، فإذًا هذه أمانة يجب على المسلمين جميعًا أن يحافظوا عليها”([28]).

وفي موضع آخر، يقول سماحة الشيخ عن فضل المسجد الأقصى، ومكانته عند المسلمين: “فالله سبحانه وتعالى عندما أكرم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بالرحلة التاريخيّة العظيمة التي جمعت بين المسجدين الشريفين، وجمعت بين الأرض والسماء، وهي رحلة الإسراء والمعراج، كانت رحلته الأرضيّة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ لأجل تنبيه هذه الأمّة إلى أنّ قداسة المسجدين في شريعتها قداسة عظيمة، وأنّ عليها أن تحافظ على هذه القداسة، وعليها أن تحافظ على هذين المسجدين الشريفين، وألّا تجعل سبيلًا لعدو إليهما” .

ويستمرّ الشيخ الخليلي في الحديث عن المسجد الأقصى مذكّرًا بمكانته لدى المسلمين من جانب العبادة وكسب الأجور في الصلاة، وفضل الصلاة فيه، مشيرًا إلى ما تضمّنه حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من فضل الصلاة في المسجد الأقصى، فيقول: “إنّ الصلاة في بيت المقدس أو في المسجد الأقصى المبارك إنّما هي عن خمس مائة صلاة يصلّيها الإنسان في غيره من المساجد العاديّة”([29]).

وقد علق في أذهان بعض المسلمين أنّ قضيّة المسجد الأقصى هي قضيّة تختصّ بفلسطين، لكنّ الشيخ الخليلي أراد تصحيح هذه الاعتقاد الذي علق بكثير من العقول، بقوله: “ليست قضيّة قوميّة إنّما هي قضيّة دينيّة تشمل المسلمين جميعًا، ليس العرب بأحقّ بالمسجد الأقصى من العجم، إنّما المسلمون جميعًا شركاء في المسجد الأقصى”.

ثمّ يطرح الشيخ سؤالًا ليضفي مزيدًا من الإيضاح على هذه المسألة، وليبرهن كلامه السابق؛ فيقول: “ولذلك عندما احتُلّ في القرون السابقة على يد من كان تحريره؟ حُرّر على يد صلاح الدين الأيوبي ولم يكن عربيًّا”([30]).

ويضرب سماحته مثالًا من الواقع على وجوب المحافظة على المسجد الأقصى، وهو محافظة المسلمين على المساجد التي هي موجودة الآن في كلّ مكان وكيف أنّها تُصان ويُحافظ عليها من كلّ عبث أو التفريط فيها؛ فكذلك يجب أن يكون حالنا مع المسجد الأقصى يجب أن نحافظ عليه؛ لأنّه “من أهمّ مساجد الله، من أهمّ بيوت الله في هذه الأرض لما فيه من خير كبير؛ إذ جعله الله سبحانه وتعالى مكانًا مباركًا تنزّلت حوله رسالاته على جماعة من رسله، وقد كان مسرى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهذا ممّا يجعله صنو المسجد الحرام، فقد بدأ مسرى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الحرام وانتهى إلى المسجد الأقصى”.

وبعد أن بيّن سماحته قدسيّة المسجد الأقصى، والأسباب التي تدعو المسلمين إلى التمسّك به وعدم التفريط فيه، فإنّه يستنهض الأمّة المسلمة بأن تقوم بواجبها تجاه المسجد الأقصى حاثًّا إيّاها “أن تهبّ جميعًا من أجل مناصرة المسجد الأقصى والحفاظ عليه وعلى حرماته، ومن أجل مناصرة كلّ مسلم في الأرض، ومناصرة كلّ شبر من بلاد الإسلام حتّى تكون بلاد الإسلام خالصة من كلّ أثر من آثار أعدائها الذين يتآمرون عليها، والله تعالى المستعان”([31]).

المطلب الثاني: ارتباط قضية المسجد الأقصى بالعقيدة

كثيرًا ما يؤكّد الشيخ الخليلي على ارتباط القضيّة الفلسطينيّة بالعقيدة الإسلاميّة؛ ففي مناسبات عديدة يوضّح هذا الأمر، كما أنّه حينما يتحدّث عن القضيّة لا يفوته أن يعود بها إلى جذورها التاريخيّة مذكّرًا المسلمين بأنّها أرض إسلاميّة؛ فمن ذلك قوله إنّ القدس “أرض إسلاميّة يجب المحافظة عليها؛ لأنّها دخلت في أمّة المسلمين من عهد الفاروق -رضي الله تعالى عنه- عندما استلمها وسُلّم مفتاحها، واشترط عليه النصارى الذين سلّموها له أن يبعد اليهود عنها، اشترطوا هكذا أن يبعد اليهود عنها، منذ ذلك الوقت هي أرض إسلاميّة، فعدم المحافظة عليها إنّما ذلك يرجع إلى ضياع أمر المسلمين، لكن بجانب ذلك هي أيضًا أرض ترتبط بعقيدة الإسلام؛ لأنّ فيها بيت المقدس، بيت المقدس هو القبلة الأولى للمسلمين، أُمروا بالاتّجاه إلى بيت المقدس”([32]).

         هذا هو ديدن الشيخ الخليلي حينما يطرح القضيّة فإنّه يربطها بالعقيدة، ويقول في موضع آخر: “لا نزال نطرحها، ولا تزال هي قضيّتنا الأولى؛ لأنّها قضيّة تتعلّق بالعقيدة، تتعلّق بالدين، تتعلّق بمواريث إسلاميّة، فنحن لا نفرط في هذه المواريث الإسلاميّة أبدًا”([33]).

ويقول في مناسبة أخرى: “إنّ قضيّة القدس هي قضيّة تشغل بال كلّ من يؤمن بالله واليوم الآخر؛ لأنّ قضيّة القدس ليست قضيّة أرض احتُلّت، وإنّما هي قضيّة ترتبط بالعقيدة، فاحتلال القدس إنّما هو أمر له أثر كبير في عقيدة الإسلام؛ إذ الله سبحانه وتعالى شرّف هذه البقعة المقدّسة في الشرائع السابقة”([34]).

وفي مناسبة أخرى يؤكّد على ارتباط القضيّة بالعقيدة؛ فنجده يقول: “ذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى جعلها قضيّة ليست قضيّة قوميّة، وليست قضيّة وطنيّة، وإنّما هي قضيّة وعقيدة تتعلّق بعقيدة هذه الأمّة، فالمسجد الأقصى وأرض فلسطين ملك كلّ مسلم ومسلمة في أيّ بقعة من الأرض”([35]).

المطلب الثّالث: تحرير المسجد الأقصى

إنّ واجب رفع الرُّوح المعنويّة، وبثِّ الأمل في القيام من جديد، لهو من أعظم الواجبات، ليس تجاه فلسطين فحسب؛ لكن تجاه أمّة الإسلام بأسرها([36]).

الشيخ الخليلي رجل دائمًا متفائل جدًّا، فلا يتسرّب إليه اليأس أبدًا، واثق بوعد الله تعالى بالنصر، يُحيي قضايا المسلمين من جديد ويبعث فيها روح الأمل، ويرى أنّ الحلول ليست بعيدة المنال؛ بل هي في متناول الجميع، فيقول عن نفسه ــــ حامدًا الله تعالى ـــــــ على ذلك: “أمّا أنا فلا أتشاءم قطّ ـــ والحمد الله ـــ أنا متفائل، ولا ريب أنّني أرى يقظة المسلمين اليوم هي خيرًا منها بالأمس، مهما كانت الأحوال سابقًا… فهذه الصحوة الإسلاميّة إنّما هي تباشير صبح مقبل بمشيئة الله، وإنا لننتظر وصوله عمّا قريب ــإن شاء الله”([37]).

وفي مناسبة أخرى يتفاءل الشيخ الخليلي، ويعبّر عن ذلك بقوله: “من البشائر التي تلوح من هذه القضيّة أن هناك من يطالب بالحقّ ومن يضحّي لأجل الحقّ، ومن يسعى لنصرة الحقّ، وما دام الحقّ غير مهمل فإنّ البشارة واضحة في هذا، الأمّة بخير عندما يكون الحقّ غير مهمل، ولكن كون معظم الأمّة يقولون كما قال بنو إسرائيل لموسى ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة: 24] هذه هي المصيبة، مفروض عليهم أن يتضامنوا معهم قولًا وفعلًا”([38]).

ودائمًا ما يبتهل الشيخ الخليلي إلى الله تعالى بأن ينعم على الأمّة الإسلاميّة بفرحة تحرير المسجد الأقصى؛ فمن أدعيته: “أسأله سبحانه أن يمن علينا بالفرحة الكبرى، فرحة تحرير المسجد الأقصى المبارك من الاحتلال، وأن يعيده إلى حظيرة الإسلام، ويجعله في أيدي عباده الطهّر الركّع السجود الذين يمتثلون أمره، ويقومون بحدوده، ويطلعون بأحكامه، إنّه تعالى على كلّ شيء قدير وبالإجابة جدير”([39]).

 ويمضي الشيخ في حديثه عن المسجد الأقصى عازيًا عدم تحريره ــــ حتّى يوم الناس هذا ـــ واستمراره في أيدي المغتصبين إلى شتات الأمّة الإسلاميّة، واختلافها فيما بينها، وعدم وحدتها، وكذلك غُيّبت القضيّة عن المسلمين فاعتبروها قضيّة قوميّة “فأصبحت هذه الأمّة كغيرها من الأمم تنظر إلى الأمور بمقاييس الأرض، وتنبع قيمها من التراب، فقد اعتبرت قضيّة المسجد الأقصى قضيّة قوميّة ترتبط بالجنس وترتبط بالتراب”.

المطلب الثاني: موقف الشيخ الخليلي من التطبيع

يشتقّ من مادّة (طبع) في لسان العرب “الطبع” و “الطبيعة” وتعني “الخليقة والسجيّة التي جُبل عليها الإنسان”([40]).

وفي الاصطلاح “يعتبر مصطلح التطبيع من مبتكرات الصراع العربيّ الإسرائيليّ، يُقصد به تحويل آليّات الصراع إلى آليّات للسلام، والمهادنة والتقارب بين الأطراف المتصارعة، وهو يعني: التبادل السلمي النشط في المجالات كافّة”([41])، وفي القضيّة الفلسطينيّة؛ فالتطبيع باختصار شديد يرمي إلى نسيان القضيّة، ومحوها من ذاكرة المسلمين.

والتطبيع من المحن التي تمرّ بها الأمّة الإسلاميّة مع عدوّ الأمّة الكيان الصهيونيّ، واصطفاف بعض علماء السلطان إلى جانب المطبّعين المستبدّين من الأنظمة العربيّة الحاكمة الذين يسومون الأمّة سوء العذاب ظلمًا وقهرًا، وقيّض الله تعالى للأمّة من أهل الرشد من العلماء الوارثين، وقد قيّض الله للأمّة علماء يقومون في وجه المطبّعين والمسوّغين له من المرجفين لبيان الحقّ وكشف زيف بال التطبيع، بما أوتوا من علم وحكمة ([42]).

والشيخ الخليلي هو أحد هؤلاء العلماء الذين وقفوا في وجه التطبيع والمطبّعين، فبعد يومين من توقيع اتّفاقيّات تطبيع بين الإمارات والكيان المحتلّ أصدر الخليلي بيانًا عبر موقعه في تويتر عبّر فيه عن موقفه من هذا التطبيع، وهو عدم جواز المساومة على المسجد الأقصى؛ دون أن يذكر الدولة بعينها قائلًا: “إنّ قضيّة المسجد الأقصى هي قضيّة كلّ عربيّ، ولا تجوز المساومة على المسجد الأقصى”.

بل يذهب الشيخ الخليلي إلى أبعد من ذلك؛ فقد عدّ التطبيع خيانة لله، ولرسوله، ولكتابه وللأمّة جميعًا: “أقول إنّ هذه أمانة يتحمّلها كلّ مسلم؛ لأنّ مدّ اليد إلى هذا العدوّ الغاصب على أيّ حال من الأحوال هو خيانة لله تعالى ولرسوله ولكتابه ولهذه الأمّة ولهذه المقدّسات، فيجب إذًا أن يتّفق الكلّ على المحافظة على هذا المسجد الطّاهر وعلى ما حوله من الأرض الطاهرة، وألّا يفرّطوا في ذلك، وأسأل الله للجميع التوفيق والعون والنصر والتأييد ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الروم: 4-5]، ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ [الحج: 40-41]([43]).

وفي ذات السياق يحثّ الخليليّ الأمّة على عدم المساومة في القضيّة الفلسطينيّة؛ فيقول: “إذا لم تسمح الظروف للمسلمين بتحرير الأقصى فليس لهم المساومة عليه بأيّ حال، بل عليهم أن يتركوا الأمر للقدر الإلهيّ، ليأتي الله بمن يشرّفه بالقيام بهذا الواجب كما حدث ذلك في الزمن البعيد”.

ويختم الشيخ الخليلي حديثه حاثًّا المسلمين على الحفاظ على المسجد الأقصى؛ فيقول: “منذ الإسراء بالنّبيّ الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- أصبح المسجد الأقصى وجميع الأرض المقدّسة مَعْلَمًا إسلاميًّا بارزًا يجب على المسلمين أن يذبّوا عنه، ويحموه، ويصونوه من أيدي العابثين بكلّ ما أوتوا من قوة”.

المبحث الثّالث:

 القضيّة الفلسطينيّة بعد طوفان الأقصى

يعدّيوم السابع من أكتوبر من عام 2023م أحد الأيّام المجيدة للمقاومة الإسلاميّة وللشعب الفلسطينيّ المناضل في طريق تحقيق النصر، وتحرير المسجد الأقصى الشريف ـــ بإذن الله ـــ من قبضة اليهود الغاصبين، وحقّ له أن يسمّى بطوفان الأقصى، فقد كشف الله به هشاشة هذا الكيان، فما القوّة التي كان يتغنّى بها إلّا هي أوهن من بيت العنكبوت، كما كشف طوفان الأقصى مخطّطات التوسّع الإسرائيليّ، وتهجير أهل غزّة، وكشف عن الوجه السيّئ لبعض الأنظمة السياسيّة العربيّة، وغير العربيّة تجاه القضيّة الفلسطينيّة.

هذا، وقد وقف الشيخ الخليلي بجانب قضيّة المسجد الأقصى، وأهل فلسطين الذين هم أصحاب الأرض، رافعًا من معنويّات المقاومة الإسلاميّة، فسارع سماحته لمباركة الطوفان، وعدّه خطوة لطريق النصر بإذن الله تعالى.

         المطلب الأوّل: بيان الشيخ الخليلي حول طوفان الأقصى

لعلّ أوّل بيان لسماحة الشيخ الخليلي كان في نفس يوم طوفان الأقصى عبر حسابه بمنصّة” إكس “قال فيه:” وفّق الله المقاومة الفلسطينيّة الباسلة في دفاعها عن حقوقها المشروعة واستبسالها في مواجهة العدوّ الغاشم المحتلّ “([44]) ـــــ وعلى حسب علم الباحث ـــ يعدّ هذا أوّل تصريح من مسؤول رسميّ بمستوى مفتي عامّ؛ ممّا يدلّ على حرص الشيخ الخليلي على القضيّة الفلسطينيّة ومتابعة مجرياتها أوّلًا بأوّل.

ثمّ توالت بعد ذلك بياناته، وخطاباته الموجّهة للمقاومة، والشعب الفلسطينيّ، وللأمّة الإسلاميّة، وذلك عبر موقعه على منصّة (إكس) أو من خلال خطاباته المتلفزة، وما تزال متوالية مستمرّة إلى يوم النّاس هذا؛ ومن هذه البيانات ـــ على سبيل المثال ـــــ بيان حيّا فيه الشعب الفلسطينيّ على تكاتفه في سبيل تحرير المسجد الأقصى قائلًا: “إنّا لنحيّي من أعماق قلوبنا الشعب الفلسطينيّ المسلم الشقيق على وحدته، وتلاحمه، ومسارعته إلى تحرير ترابه المقدّس، ونواسيهم في شهدائهم الأبرار”([45]).

ثمّ بعد أقلّ من أسبوع من طوفان الأقصى ألقى الشيخ الخليلي بيانًا تضمّن جملة من الأمور حول طوفان الأقصى، مفتتحًا البيان بالآية الكريم: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]، ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم: 47]. والآية الكريمة تتضمّن وعدًا بنصر الله، ولعلّ سماحة الشيخ أراد من إيراد هذه الآية؛ التذكيرَ بنصر الله، الذي يؤمن به الشيخ دائمًا، ويراه قريبًا بإذن الله.

ثمّ وجه سماحته تحيّة للمقاومة ومن وقف بجانبهم، فقال: “هذه التحيّة إلى أبطال المقاومة في غزّة وفي أرض فلسطين المحتلّة وفي كلّ البقاع، وكلّ من وقف معهم وساندهم وأيّدهم بالحال أو بالمال أو بالدعاء والتضرعّ إلى الله سبحانه وتعالى”.

وسماحة الشيخ ــــ كما هو معهود عنه ــــ من أشدّ المساندين، والمؤيّدين للمقاومة، ويرى أنّ المقاومة هي طريق النصر الوحيد: “نؤيّد هذه الوقفة المباركة ونشدّ أزرها، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيها، ونسأل الله أن يثبّت أقدامهم، وأن يزلزل أقدام أعدائهم، ونسأله سبحانه وتعالى أن يكتب لهم الفتح المبين والنصر العزيز، إنّه تعالى على كلّ شيء قدير”.

وكم كان الشيخ ينادي بضرورة دحر الكيان المغتصب، وتخليص المسجد الأقصى من دنس اليهود الغاصبين، وقد رأى في طوفان الأقصى بشرى لبداية الطريق نحو النصر؛ فيقول موجّهًا كلامه للمقاومة:” ونقول لهم بأنّكم قد بعثتم فينا الأمل، وأحييتم فينا الرجاء، ورفعتم منّا الرؤوس وكشفتم عنا الغمّة، فشكر الله سعيكم، ونصركم نصرًا عزيزًا، وثبّت أقدامكم وقوّاكم على عدوّكم ودحر عدوّكم”.

ويمضي الشيخ الخليلي في بيانه مذكّرًا الأمّة ومهوّنًا من قوّة العدوّ الغاصب؛ فهما كان له من صولة وجولة فإنّه لا يغلب الله تعالى، فما حاله إلّا كما حال كلّ حزب ظالم نهايته الحتميّة الخسارة، مستشهدًا بما وقع في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من تآمر الأحزاب لكنّ الله ردّ كيدهم؛ فنجده يقول: “ومهما يكن تكالب الأحزاب الذين تكالبوا وراء العدوّ الشرس؛ فإنّ أولئك لن يغلبوا الله تعالى كما كان ذلك في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما تآمر الأحزاب فردّهم الله على أعقابهم خاسئين: ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا * وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا﴾ [الأحزاب: 25-27].

واستمرارًا لدعوات الشيخ المستمرّة حول وجوب وقوف الأمّة الإسلاميّة حكّامًا ومحكومين مع القضيّة الفلسطينيّة؛ فقد وجّه الشيخ مجدّدًا الدعوة إلى ذلك؛ لافتًا النّظر إلى أنّ الظلم لا يرضاه العقلاء من النّاس من أيّ دين كان: “فإنّنا ندعو المسلمين حكّامًا ومحكومين في كلّ بقاع الأرض أن يقفوا معهم، كما ندعو الأمم ذات الضمائر الحيّة أن يقفوا أيضًا مع هذه الفئة المظلومة، وأن يؤيّدوا الحقّ المظلوم، وأن لا يبخسوا الحقّ، كما ندعو الذين هم في نفوسهم مرض أن يراجعوا أنفسهم”.

وفي خضمّ هذا البيان يلفت سماحته النظر إلى مسألة تخصّ المسلمين في عقيدتهم جميعًا، وهي في غايّة الأهمّيّة، وهو سماح بعض الأنظمة العربيّة لهؤلاء اليهود بدخول الجزيرة العربيّة ــ دون أن يذكر دولة بعينها ــ متأسّفًا على الوضع الذي آلت إليه من موالاة اليهود؛ فنجده يقول: “ونأسف كثيرًا على الذين يفتحون لأولئك باب الهجرة إليهم في الجزيرة العربيّة ولو في أطرافها، مع أنّ الجزيرة العربية هي حمًى للإسلام وحرم له، فالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أمر أن لا يجتمع بجزيرة العرب دينان، حيث قال:” إن بقيت لأخرجنّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتّى لا أدع فيها إلّا مسلمًا”، وذلك لأنّ جزيرة العرب إنّما هي حرم للإسلام، كما أنّ مكّة المكرّمة هي حرم للبيت الحرام، فكيف بهؤلاء وهم لم يكونوا قطّ مسالمين جاءوا محاربين سفّاكين للدّماء، نهّابين للأموال، منتهكين للحرمات، لا يرعون لأيّ مؤمن إلًا ولا ذمّة، وإنّما يحرصون على أن يبيدوا المؤمنين في أيّ مكان؟ كيف بهؤلاء؟ كيف يُسمح لهم بالإيواء إلى جزيرة العرب؟ وهل تؤمن مكائدهم على الحرمين الشريفين؟ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون” .

وفي هذا الخطاب دعا الشيخ الخليلي إلى إنفاق المال ــ في كلّ محفل ومنبرـــ على المجاهدين والفقراء من أهل فلسطين: “ندعو جميع المسلمين إلى السخاء بالمال وبذل المال لأجل الجهاد، لأجل تعزيز الحقّ، لأجل نصرة الحقّ، مستشهدًا بحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم: ” من جهّز غازيًا، فقد غزا “([46]).

وفي كلمة الشيخ الخليلي التي ألقاها نيابة عنه ابنه الشيخ أفلح في مؤتمر القمّة الإسلاميّة الأخير؛ فقد عدّ سماحته طوفان الأقصى من بشائر النصر، والمكاسب العظيمة؛ فممّا قاله: “وقد وضحت بحمد الله لكلّ ذي عينين بشائر هذه العاقبة الطيّبة وطلائع هذا النصر المبين، فكم كسبنا من مكاسب عظيمة، حسبكم أنّ العالم بأسره ــــما عدا نظمه الجائرة ــــ غيّر موقفه من هذه القضيّة، وأدرك ما للمجاهدين من ميزة خاصّة تصلهم بالله تعالى، وبحث عن سرّ ذلك فوجده في القرآن، ورغم القوانين الجائرة التي تتوعّد كلّ من يجاهر بعداوة الصهيونيّة؛ فإنّ أكثر الناس جاهروا بها وشدّوا على يد المقاومة، وكثير منهم أخذوا يدخلون في دين الله أفواجًا، وهذا ما يبشّر بمستقبل باهر يعزّ الله فيه أولياءه ويذلّ أعداءه، ويظهر دينه على الدين كلّه، كما وعدنا الله في قوله: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 33].

ثمّ يواصل الشيخ الخليلي سرد مكاسب الطوفان قائلًا: “فكم من أمم كانت جاهلة بالإسلام عرفته من خلال أخلاق المقاومة، ومعاملتهم للأطفال والنساء، ورفقهم بالأسرى عملًا بكتاب الله وبهدي رسوله -عليه أفضل الصلاة والسلام”.

ومن خلال الكلمة التي ألقاها حثّ سماحته المجتمع الإسلاميّ بـ “ألّا يألُ جهدًا في تعزيز المقاومة والترحيب بكلّ من يناصرها” موضحًا أنّه “مهما افترقت وجهات النظر في بعض القضايا الجزئيّة فإنّ الكلّيّات التي نلتقي عليها جميعًا كفيلة بلمّ الشمل وجمع الكلمة، واستلال ما في النفوس من عداوات، فحسبنا أن نعمل بوصايا الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [آل عمران: 102-103].

 وفي ذات السياق يشير سماحته إلى أنّ الموالاة بين المسلمين هي أجدر بأن تُقوّى لما يجمع بينهم من أواصر الدين الحنيف معبّرًا عن ذلك بقوله: “وإذا كانت الأمّة مدّت أيديها عندما اضطرت إلى دول الكفر لتساندها في أزمتها فكيف بمن تجمعنا بهم شهادة أنّ لا إله إلا الله وأنّ محمدًا رسول الله؟ فإنّه أولى أن نتعاقد معه بالخناصر على مواجهة العدوّ المشترك، ودفع الخصم اللدود، وخير ضمان لهذه الوحدة هو ما دعانا الله تعالى في هذا السياق في قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104].

وأن نتّقي ما حذّرنا الله منه سبحانه في قوله: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [آل عمران: 105]، فشدّوا بارك الله فيكم عزائم الإيمان لمواجهة كلّ عدوان من الذين كفروا، وبألفتكم وتوادّكم وتراحمكم تظهرون للعالم مزايا الإسلام التي يفتقدها، وتفتحون أعينه على محاسنه التي يجهلها، فلتكن هذه وجهتكم، وبهذا يقظتكم”([47]).

المطلب الثاني: نصيحته للأمّة وعلمائها تجاه المسجد الأقصى

قد رفع الله تعالى قدر العلماء في كتابه العزيز وسنّة نبيّه المختار -صلّى الله عليه وسلّم- فقد مدحهم الله تعالى بأنّهم قائمون بالعدل؛ حيث ثلّث الله ذكرهم في قوله تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ [آل عمران: 18]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل: 43] وفي الحديث:” وإنّ العلماء ورثة الأنبياء “([48])، وغيرها من الآيات الكريمات والأحاديث النبويّة، وأهل الذكر هم العلماء، عليهم مسؤوليّة كبيرة في تبصير الناس دينهم بكلّ إخلاص وتفانٍ، وهم قدوة للنّاس؛ لأنّهم وضعوا ثقتهم بهم، فأيّ قول أو فعل يصدر منهم ــ بغضّ النظر فيه صلاح أو فساد ــ يتبعه عامّة الناس.

وفي قضيّة فلسطين فقد تخاذل بعض العلماء المحسوبين على الإسلام؛ مع أنّ الحقّ واضح في هذه القضيّة؛ ممّا حدا بالشيخ الخليلي أن يوجّه رسالة إلى العلماء عبر منبر اتّحاد علماء المسلمين، جاء فيها:

” بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أصحاب السماحة والفضيلة رئيس ونوّاب وأعضاء اتّحاد علماء المسلمين، يا علماء الأمة السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته، أحييكم بهذه التحية المباركة الطيبة وأشكركم على عنايتكم بالاجتماع في هذا الظرف الحرج الذي تمر به هذه الأمة بين تخاذل أبنائها وتكالب أعدائها ولله الأمر، وإنّي أناشدكم بأن تؤدوا رسالتكم بكل صدق وبكل صراحة وبكل أمانة إلى هذه الأمة جميعًا حكامًا ومحكمين ليعرفوا ما هو الواجب عليهم في هذه القضية، وأنّ هذا التخاذل لا يسعه أحد منهم، فلله الأمر من قبل ومن بعد “

مشيرًا سماحته إلى أنّ الأمة الإسلامية أُصيبت في أعز ما تملك بسبب تخاذلها، وابتعادها عمّا يدعوها إليه الإسلام من الاتّحاد، وكونها متآخية فيما بينها، قويّة على عدوّها مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُم﴾ [الفتح: 29]، مستدركًا سماحته على ما ينبغي أن يكون من أمر هذه الأمّة أن تكون على رحمة فيما بينها، وأن تكون شديدة على عدوّها الذي لا يريد بها إلّا الهوّان والذلّ، ولكن مع الأسف الشديد أخذت تسارع في عدوّها بسبب ما أصابها من المرض كما قال الله تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [المائدة: 52]”([49]).

المطلب الثالث: دعوة الخليلي إلى مقاطعة المنتجات الصهيونيّة والداعمين له

         لا شكّ أنّ “من أعظم فوائد المقاطعة أنّها تحافظ على حالة يقظة شعوريّة عالية عند المسلم، فيتذكّر دومًا عدُوّه ولا ينسى أبدًا القضيّة التي يقاطع من أجلها، خاصّة إذا كانت المقاطعة تخصُّ شيئًا نتعامل معه كلّ يوم؛ فالاحتكاك به كبير، ومن هنا فإنّ دوام المقاطعة يحافظ على دوام الاستنفار للأمّة… كما أنّ المقاطعة تشعر العدوّ بقوّة المسلمين واتّحادهم، وتُظِهر مدى تمسُّكهم بحقّهم، وهذا يفتُّ في عضده، ويُضعِف من همّته”([50]).

والشيخ الخليلي من العلماء الذين يرون وجوب مقاطعة منتجات الكيان المحتلّ والداعمين له وبضائعهم قبل طوفان الأقصى، وهو اليوم بعد الطوفان أكثر تمسّكًا برأيه؛ بل يرى المقاطعة واجبًا على جميع المسلمين معتبرًا أنّ المقاطعة من أنفع الوسائل في إضعاف العدوّ؛ حيث يقول: “سلاح المقاطعة من أمضى الأسلحة وأنجحها في إخضاع العدوّ، لذلك أراه واجبًا على الأمّة، وأدعو إليه كلّ من يريد الخير لأمّته ووطنه”.

ثم يلفت الخليلي النظر إلى علماء السلطان الذين يرون عدم جواز المقاطعة إلّا بأمر من الحاكم أو السلطان فيقول: “ولا عبرة بما ينادي به المتخاذلون من كون المقاطعة تحتاج إلى إذن من القائم بالأمر”، ثمّ يواصل الشيخ حديثه مفنّدًا دعواهم معتبرًا ذلك تأليهًا وتقديسًا للبشر”، ولو صحّ ذلك لما كان لأحد أن يدفع شراء عن نفسه أو دينه أو حتّى أن يعبد ربّه إلّا بإذن خاصّ، وما ذلك إلّا من تأليه الأشخاص وتقديس البشر، وهو من أعظم البدع في الإسلام”([51]).

ولقد لاقى بيان سماحته حول المقاطعة صدى كبيرًا بين أوساط المجتمع العماني والإسلامي عمومًا؛ ذلك أنّ بيان سماحته تداولته وسائل إعلام عربيّة وعالميّة.

وبعد عام من دعوة سماحته إلى المقاطعة أصدر سماحته بيانًا آخر أعرب فيه عن سروره بما وصلت إليه المقاطعة من نتائج تبشّر بالخير، حيث أتت المقاطعة ثمارها؛ نتيجة استجابة المخلصين من هذه الأمّة لهذه المقاطعة، وأعلنت الكثير من الشركات المـُقاطعة خسائرها التي تقدّر بالملايين.

 وقد جاء في المنشور:

 “سررنا أيّما سرور بما أدّت إليه المقاطعة الصامدة التي اشترك فيها المخلصون من العرب والمسلمين، وجميع الأحرار الأمناء في العالم لجميع الشركات التي تدعم الكيان الصهيونيّ في عدوانه على الشعب الفلسطينيّ المظلوم، وغيره من الشعوب المجاورة له، ولا ريب أنّ لهذه المقاطعة دورًا فعّالًا في نصرة الحقّ، وتحدّي الظلم، ومواجهة غطرسة المتكبّرين، وستكون نتيجة ذلك ــ إن شاء الله ــ نصرًا عزيزًا وفتحًا مبينًا يجني ثمراته المعتدى عليهم، وتعود به عليهم حقوقهم الكاملة موفورة غير منقوصة، ويتحرّر به كلّ شبر من أسر الاحتلال، ويتحقّق بذلك وعد الله تعالى الصادق بالنصر والتمكين لمن صدق في نصرته لله تعالى، وهو سبحانه حسبنا ونعم الوكيل”([52]).

هذه هي نماذج من موقف الشيخ الخليلي من المقاطعة، وقد أتت ثمارها بفضل الله تعالى.

         ولا يفوت سماحة الشيخ الخليلي؛ الدعوة إلى إنفاق المال على المرابطين بأرض فلسطين وأسرهم والفقراء والمساكين، وتوجيه الزكاة إليهم، لأجل الظرف الصعب الذي يمرّون به؛ فهم أحوج الناس إليها، يقول سماحته في أحد منشوراته على منصّة (إكس): “ومع هذا، فإنّنا ندعو جميع المسلمين – ولا سيّما في هذه الأيّام المباركات- للإنفاق من حُرِّ أموالهم على الشعب الفلسطينيّ المنكوب، خصوصًا أهل غزّة، لإمدادهم بالقوت والسلاح وسائر تكاليف الحياة، فإنّ النفقة في هذا أصبحت متعيّنة على كلّ مسلم”([53]).

الخاتمة: النتائج والتوصيات

توصّل الباحث إلى بعض النتائج والتوصيات، وهي كالتالي:

أوّلًا: النتائج؛ فمن أهمّها:

  1. وقف الشيخ أحمد الخليلي مع جميع قضايا الأمّة الإسلاميّة؛ فكان وما يزال ينافح عنها، ويدعو إلى حلّ مشكلاتها، ورفع الظلم عن المظلومين، ودعا إلى وحدة الأمّة الإسلاميّة وإلى لمّ شملها، وتجاوز جميع أسباب الخلافات التي تؤدّي إلى الفرقة بين المسلمين، معتبرًا أنّ الاختلافات بين المذاهب الإسلاميّة هي اختلافات رحمة وتكامل، كما أنّها ليست شرعًا منزّلًا، وإنّما عبارة عن اجتهادات علماء في فروع الشريعة الإسلاميّة، ويجب أن يُنظر إلى المشتركات فإنّهم متّفقون على أصول الدين.
  2. وقف الشيخ الخليلي مع قضيّة المسجد الأقصى؛ فكانت القضيّة الأولى لديه، وما تزال تشغل باله، وتؤرّق مضجعه، لذلك ينادي في كلّ المحافل المحلّيّة والدوليّة، بمساندة فلسطين، والمجاهدين المدافعين عن المسجد الأقصى؛ لأنّها قضيّة عقيدة تخصّ المسلمين في كلّ مكان، ويرى سماحته أنّ المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير أرض بيت المقدس والأراضي الفلسطينيّة، لذلك فدعمها ومساندتها من واجبات هذه الأمّة.
  3. ساند الشيخ الخليلي طوفان الأقصى، مشيدًا بما قام به المقاومون في حماس وعدّها خطوة مباركة لتحرير المسجد الأقصى من أيدي اليهود المغتصبين، وتظهر مساندته لطوفان الأقصى من خلال الآتي:

أ ــ البيانات التي يصدرها الشيخ عبر موقعه على منصّة (إكس) التي تحثّ المقاومة على المضيّ قدمًا في تحرير الأقصى، والصبر على ذلك، ممّا كان لهذه البيانات أهمّيّة خاصّة عند المقاومة والفلسطينيّين بشكل عامّ؛ فقد رفعت من معنويّاتهم في ظلّ تخاذل عربيّ وإسلاميّ ودوليّ.

ب ــ المقاطعة: حثّ الشيخ الخليلي على مقاطعة المنتجات الصهيونيّة، وبضائع الدّول الداعمة للكيان المحتلّ، ويرى أنّ المقاطعة تضعف من اقتصاد العدوّ وينجبر على الخضوع للمطالب المشروعة للشعب الفلسطينيّ.

ج ــ الدعم الماليّ: يدعو الشيخ الخليلي إلى دعم المقاومة وأهل غزّة المستضعفين بالمال، وتوجيه أموال الزكاة إلى المرابطين بأرض فلسطين.

التوصيات:

1-دعوة الباحثين إلى تجميع بيانات الشيخ الخليلي ومنشوراته حول قضية المسجد الأقصى وفلسطين وتفريغها؛ حيث ما يزال الكثير من المادة العلميّة على شكل لقاءات متلفزة أو خطابات عبر اليوتيوب، أو على موقعه في منصة (إكس) وإصدار كتاب بذلك.

2- عمل ندوة عالميّة حول فكر الشيخ أحمد الخليلي بشكل عامّ وقضيّة المسجد الأقصى على وجه الخصوص.

المراجع والمصادر:

ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، دار صادر، بيروت، ط3، 1414هـ،

أبو داود، سليمان بن الأشعث، سنن أبي داود، تح: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت، كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم، رقم الحديث: 3641، ج3، ص313.

الجربي، أيوب جمعة أحمد، التطبيع في منظور الفكر الإسلامي، المجلة الليبية للدراسات، دار الزاوية للكتاب، المجلد (21)، 2021م، ص453.

الجهضمي، زايد بن سليمان، من معالم الفكر التربوي عند الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، سلطنة عمان، (د ن)، ط2، 1424هـ/2003م، ج1، ص43.

الخليلي، أحمد بن حمد، أمة الإسلام إلى أين مسيرا ومصيرا، مسقط، سلطنة عمان، دار الكلمة الطيبة، ط1، 1436هـ/2015م،

الزيني، محمد عبد الرحيم، الوحدة الإسلامية في فكر الشيخ الخليلي، سلطنة عمان، دار الكلمة الطيبة، 1442هـ*2021م، ص254.

السرجاني، راغب، فلسطين وواجبات الأمة، القاهرة، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع، ط1، 1431ه/2010م،، ص95.

السعدي، فهد بن علي بن هاشل، لقاءات في الفكر والدعوة مع سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، سلطنة عمان، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، (د ط) (د ت)، ص246.

ص137.

صحيح البخاري، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، رقم الحديث: 1188 ج2، ص60

المساتي، عبد الصمد، وآخرون، نحو تفكيك خطاب علماء التطبيع، المركز العلمي للنظر المقاصدي في القضايا المعاصرة، ط1، 1441ه/2023م.

المغيري، سعيد بن علي، جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار، سلطنة عمان، وزارة التراث القومي والثقافة، ط2، 1406هـ/1986م، ص74.

النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، تح: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: تراحم المؤمنين وتعاطفهم، وتعاضدهم، رقم الحديث: 2586، ج4، ص1999.

المواقع الإلكترونية:

الشيخ العلامة أحمد الخليلي، كلمة عن القدس، مؤتمر حملة أمناء المنبر، على الرابط: https: //www. youtube. com/watch?v=tJTNbnjCTvY، بتايخ: 17/5/2020م.

 الشيخ الخليلي، القدس والأقصى، على الموقع الإلكتروني: https: //www. youtube. com/watch?v=n6OSEgALnUoK، تاريخ النشر14/10/2020

الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، تحرير القدس الشريف، على الرابط: https: //www. youtube. com/watch?app=desktop&v=YXuKuLzDgkQ، تاريخ22/7/2017.

الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، دور المسلمين في نصرة القدس، برنامج سؤال أهل الذكر، تلفزيون سلطنة عمان، على الرابط: https: //www. youtube. com/watch?v=eWUf2fd0qmk، بتاريخ 13/5/2021م.

الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، أرض فلسطين على الرابط: https: //www. youtube. com/shorts/BihZKkrjO6I

الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، قضية فلسطين، على الرابط: https: //www. youtube. com/shorts/nIlzmkHKiDkhga

الشيخ أحمد الخليلي، محاضرة بجامع الريان بمسقط، بعنوان: يا قدس سلاما، على الرابط: https: //www. youtube. com/watch?app=desktop&v=5rcuDDgQxmI، 13/11/2020م.

سماحة الشيخ أحمد الخليلي، كلمة عن القدس، مؤتمر حملة أمناء المنبر، على الرابط: https: //www. youtube. com/watch?v=tJTNbnjCTvY، بتاريخ: 17/5/2020م.

الشيخ أحمد الخليلي، الطريق إلى القدس، ج1. على الرابط: https: //www. youtube. com/watch?v=eGiPVGOvLoQ

الشيخ أحمد الخليلي، غزة تنتصر، برنامج سؤال أهل الذكر، تلفزيون سلطنة عمان، على الرابط: https: //www. youtube. com/watch?v=pIgpL4OKrjQ، تاريخ النشر5/9/2020م.

الشيخ العلامة أحمد الخليلي، كلمة عن القدس، مؤتمر حملة أمناء المنبر، على الرابط: https: //www. youtube. com/watch?v=tJTNbnjCTvY، بتايخ 17/5/2020م.

الشيخ العلامة أحمد الخليلي، كلمة عن القدس، مؤتمر حملة أمناء المنبر في الذكرى(51) على حرق المسجد الأقصى، على الرابط: https: //www. youtube. com/watch?v=tJTNbnjCTvY، بتاريخ 17/5/2020م.

الشيخ أحمد الخليلي يُلقيها ابنه: د. أفلح الخليلي، مؤتمر القمة الإسلامي، على الرابط: https: //youtu. be/uxQMHZHku8w?si=Bl1JD_vHSrR0S2X8، بتاريخ 10/1/2024م.

الشيخ الخليلي، كلمة موجهة لعلماء المسلمين، على الرابط: https: //www. youtube. com/watch?v=r_HuEpctRf8، بتاريخ 22/10/2023م

موقع سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي على منصة (إكس) تويتر سابقًا


 ([1]) طالب دكتوراه، جامعة السلطان قابوس، سلطنة عمان، تاريخ استلام البحث، 1/11/2024م، وتاريخ قبوله للنشر، 15/12/2024م، [email protected]

 ([2]) زنجبار: جزيرة تابعة لتنزانيا تقع في المحيط الهندي بين جزيرة بمبة ودار السلام. انظر: المغيري، سعيد بن علي، جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار، سلطنة عمان، وزارة التراث القومي والثقافة، ط2، 1406هـ/1986م، ص74.

 ([3]) انظر: لقاء مع سماحة الشيخ أحمد الخليلي ـــ مفتي سلطنة عمان ــــ في برنامج “المقابلة” على قناة الجزيرة بتاريخ: 12 يونيو 2022م.

 ([4]) انظر: الجهضمي، زايد بن سليمان، من معالم الفكر التربوي عند الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، سلطنة عمان، (د ن)، ط2، 1424هـ/2003م، ج1، ص43. وانظر: لقاء مع سماحة الشيخ أحمد الخليلي ـــ مفتي سلطنة عمان ــــ في برنامج “المقابلة” على قناة الجزيرة بتاريخ: 12 يونيو 2022م.

 ([5]) الجهضمي، من معالم الفكر التربوي، ج1، ص162.

 ([6]) الزيني، محمد عبد الرحيم، الوحدة الإسلامية في فكر الشيخ الخليلي، سلطنة عمان، دار الكلمة الطيبة، 1442هـ*2021م، ص254.

 ([7]) السعدي، فهد بن علي، لقاءات الفكر والدعوة مع سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، سلطنة عمان، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، (د ط) (د ت)، ص 250.

 ([8]) السعدي، فهد بن علي، لقاءات في الفكر والدعوة، ص246.

 ([9]) السعدي، لقاءات في الفكر والدعوة، ص213.

 ([10]) السعدي، لقاءات في الفكر والدعوة، ص209.

 ([11]) الخليلي، أحمد بن حمد، أمة الإسلام إلى أين مسيرًا ومصيرًا، مسقط، سلطنة عمان، دار الكلمة الطيبة، ط1، 1436هـ/2015م، ص137.

 ([12])السعدي، لقاءات في الفكر والدعوة، ص210 ـــــ 2011.

 ([13]) السخائم جمع سخيمة، والسخيمة الحقد والضغينة والموجدة في النفس. انظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، دار صادر، بيروت، ط3، 1414هـ، حرف الميم، فصل السين المهملة، ج12، ص282.

 ([14]) السعدي، لقاءات الفكر والدعوة، ص247.

 ([15]) السعدي، لقاءات الفكر والدعوة، ص248.

 ([16]) أخرجه مسلم، مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، تح: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: تراحم المؤمنين وتعاطفهم، وتعاضدهم، رقم الحديث:2586، ج4، ص1999.

 ([17]) جزء من حديث أخرجه مسلم في الصحيح؛ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا”كتاب: البرّ والصلة والآداب، باب: تحريم ظلم المسلم وخذله، رقم الحديث: 2564، ج4، ص1986.

 ([18]) منشور على موقع (إكس) التابع لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي بتاريخ:15 جمادى الآخرة 1444ه./8 يناير 2023م.

 ([19]) لقاء مع الشيخ أحمد الخليلي في برنامج “المقابلة” على قناة الجزيرة، بتاريخ: 23 يونيو 2022.

 ([20]) منشور على موقع (إكس) التابع لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي بتاريخ:21 ذي القعدة 1441ه الموافق له 12 يوليو2020م.

 ([21]) يورد الشيخ شيئًا من ذلك: “ونحن نأسف أن تجد في علماء المسلمين من يجري في مثل هذا التيّار(يقصد العصبيّة المذهبيّة) فتجد في كلامهم وأحكامهم فظائع تقشعرُّ لها الأبدان فتجد مثلًا في (حاشية الصاوي على الجلالين) هذا الكلام العجيب الذي يحار منه العقل، ويطير منه اللب؛ حيث قال ما نصّه: “ولا يجوز تقليد ما عدا المذاهب الأربعة، ولو وافق قول الصحابة، والحديث الصحيح والآية، فالخارج عن المذاهب الأربعة ضالّ مضلّ، وربما أدّاه ذلك للكفر، لأنّ الأخذ بظواهر الكتاب والسنّة من أصل الكفر” انظر: حاشية الصاوي، تفسير الجلالين، 3/10، دار إحياء التراث العربي، بيروت لبنان. لقاءات الفكر، ص203.

 ([22]) السعدي، لقاءات الفكر والدعوة، ص196.

 ([23]) السعدي، لقاءات الفكر والدعوة، ص 243.

 ([24]) الخليلي، أحمد بن حمد، أمة الإسلام إلى أين مسيرا ومصيرا، ص98 ـــ 99.

 ([25]) السعدي، لقاءات الفكر والدعوة، ص203.

 ([26]) السعدي، لقاءات الفكر والدعوة، ص204.

 ([27]) صحيح البخاري، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، رقم الحديث:1188 ج2، ص60.

  ([28])سماحة الشيخ العلامة أحمد الخليلي، كلمة عن القدس، مؤتمر حملة أمناء المنبر، على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=tJTNbnjCTvY ، بتاريخ: 17/5/2020م.

 ([29]) سماحة الشيخ الخليلي، القدس والأقصى، على الموقع الإلكتروني: https://www.youtube.com/watch?v=n6OSEgALnUoK ، تاريخ النشر14/10/2020

 ([30]) الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، تحرير القدس الشريف، على الرابط: https://www.youtube.com/watch?app=desktop&v=YXuKuLzDgkQ ، تاريخ22/7/2017.

 ([31]) سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، دور المسلمين في نصرة القدس، برنامج سؤال أهل الذكر، تلفزيون سلطنة عمان، على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=eWUf2fd0qmk، بتاريخ 13/5/2021م.

 ([32]) الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، أرض فلسطين على الرابط: https://www.youtube.com/shorts/BihZKkrjO6I

 ([33]) الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، قضية فلسطين، على الرابط:https://www.youtube.com/shorts/nIlzmkHKiDkhga

 ([34]) سماحة الشيخ أحمد الخليلي، محاضرة بجامع الريان بمسقط، بعنوان: يا قدس سلامًا، على الرابط: https://www.youtube.com/watch?app=desktop&v=5rcuDDgQxmI، 13/11/2020م.

 ([35]) سماحة الشيخ أحمد الخليلي، كلمة عن القدس، مؤتمر حملة أمناء المنبر، على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=tJTNbnjCTvY ، بتاريخ :17/5/2020م.

 ([36]) السرجاني، راغب، فلسطين وواجبات الأمة، القاهرة، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع، ط1، 1431ه/2010م، ، ص95.

 ([37]) الشيخ أحمد الخليلي، الطريق إلى القدس، ج1. على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=eGiPVGOvLoQ

 ([38]) سماحة الشيخ أحمد الخليلي، غزة تنتصر، برنامج سؤال أهل الذكر، تلفزيون سلطنة عمان، على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=pIgpL4OKrjQ ، تاريخ النشر5/9/2020م.

 ([39]) سماحة الشيخ العلامة أحمد الخليلي، كلمة عن القدس، مؤتمر حملة أمناء المنبر، على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=tJTNbnjCTvY ، بتاريخ 17/5/2020م.

 ([40]) ابن منظور، لسان العرب، مادة طبع.

 ([41]) الجربي، أيوب جمعة أحمد، التطبيع في منظور الفكر الإسلامي، المجلة الليبية للدراسات، دار الزاوية للكتاب، المجلد(21)، 2021م، ص453.

 ([42]) المساتي، عبد الصمد، وأثنان آخران، نحو تفكيك خطاب علماء التطبيع، المركز العلمي للنظر المقاصدي في القضايا المعاصرة، ط1، 1441ه/2023م.

 ([43]) سماحة الشيخ العلامة أحمد الخليلي، كلمة عن القدس، مؤتمر حملة أمناء المنبر في الذكرى (51) على حرق المسجد الأقصى، على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=tJTNbnjCTvY ، بتاريخ 17/5/2020م.

 ([44]) منشور في موقع سماحة الشيخ أحمد الخليلي على منصة (إكس) بتاريخ: 21 ربيع الأول 1445هــ الموافق له: 7 أكتوبر2023م.

 ([45]) منشور موقع سماحة الشيخ أحمد الخليلي على منصة (إكس) بتاريخ:23رببع الأول01445ه/ الموافق له: 8 أكتوبر 2023م.

 ([46]) صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب: فضل إعانة الغازي في سبيل الله، رقم الحديث:1895، ج3، ص1507.

 ([47]) كلمة سماحة الشيخ أحمد الخليلي يُلقيها ابنه: د.أفلح الخليلي، مؤتمر القمّة الإسلاميّ، على الرابط: https://youtu.be/uxQMHZHku8w?si=Bl1JD_vHSrR0S2X8 ، بتاريخ 10/1/2024م.

 ([48]) أبو داود، سليمان بن الأشعث، سنن أبي داود، تح: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت، كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم، رقم الحديث:3641، ج3، ص313.

 ([49]) سماحة الشيخ الخليلي، كلمة موجّهة لعلماء المسلمين، على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=r_HuEpctRf8، بتاريخ 22/10/2023م.

 ([50]) السرجاني، راغب، فلسطين واجبات الأمة، القاهرة، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع، ط1، 1431ه/2010م، ص81.

 ([51]) منشور على موقع (إكس) الخاص بسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، بتاريخ 3 جمادى الأولى 1445هـ الموافق 16/11/2023م.

 ([52]) منشور لسماحة الشيخ الخليلي على موقعه بمنصة (إكس،) 3 جمادى الأولى 1446ه الموافق له: 5 نوفمبر2024م.

 ([53]) منشور لسماحة الشيخ الخليلي على موقع (إكس) بتاريخ:3 ذي الحجة 1445هــ الموافق له: 9يونيو 20254م